حلمتُ
حلمتُ أن أرى الإنسانَ
يحيا فينا إنسانا
حلُمتُ أن أرى الأفكارَ
إبداعاً و إحسانا
تناجي حرّةً لا قيدَ
لا خوفاً و سجّانا
بقايا الحبِّ في نفسي
تحدّتْ في أمانيها
كيانَ الخوفِ و انسابتْ
تمدُّ العمرَ إحسانا.
صفاتُ الحقِّ لم تبقَ
على خطٍّ يوازيها
و روحُ العدلِ أعياها
بكاءٌ هزّ أركانا.
حلمتُ أن أرى الأشجارَ
أثماراً و أغصانا
حلمتُ أسمعُ الأطيارَ
تغريداً و ألحانا
حلمتُ ترسمُ الأفراحُ
في دنيانا ألوانا.
حلمتُ تسعدُ الأيامُ
لا تأتينا أحزانا
حلمتُ يُقتلُ الشيطانُ
لا يستدعي أعوانا
حلمتُ تخسرُ الأحقادُ
و الإحرامُ ديوانا
حلمتُ يرتقي الإنسانُ
في الإنسانِ إيمانا.
حلمتُ تشرقُ الآمالُ
لا تأتينا حرمانا
حلمتُ تعذبُ الألفاظُ
بينَ الناسِ وجدانا
حلمتُ تصلحُ الأحوالُ
لا نخشاها طوفانا
حلمتُ تزهرُ البسماتُ
إسعاداً و إسكانا.
حلمتُ تستوي الأشياءُ
كي نرتاحَ أبدانا
حلمتُ تُغفَرُ الزلاّتُ
لا نأتيها أثمانا
حلمتُ نجمعُ الأوراقَ
حبّاً فاحَ ريحانا.
همستُ بعدَ أحلامي
بقولٍ جاء إعلانا
و قلتُ هل بأحلامٍ
يكونُ العيشُ ينسانا؟
و هل نأتي بأحلامٍ
لما نحياهُ نسيانا؟