![]() |
فِي حَلْبَةِ الوَجْدِ لِلشَّاعِرِ السُّورِي فُؤَاد زَادِيكِي
فِي حَلْبَةِ الوَجْدِ الشَّاعِرِ السُّورِي فُؤَاد زَادِيكِي تَسَابَقَ النَّبْضُ وَالأَشْوَاقُ تَضْطَرِمُ ... وَفِي المَيَادِينِ قَلْبٌ، خَصْمُهُ النَّدَمُ إثْنَانِ فِي لُجَّةِ الأَوْهَامِ قَدْ غَرِقَا ... وَالأَمْرُ أَمْسَى بِذِكْرِ الحُسْنِ يَزْدَحِمُ هَذَا يَفِيضُ بِدَمْعٍ عَزَّ مَطْلَبُهُ ... وَذَاكَ بِالنَّارِ فِي الأَحْشَاءِ يَكْتَتِمُ يَتَنَازَعَانِ عَلَى عَرْشٍ بِلَا مَلِكٍ ... كَأَنَّمَا الحُبُّ فِي السَّاحَاتِ يُقْتَسَمُ قَالَ المُعَلَّلُ: "لِي فِي عَيْنِهَا وَطَنٌ" ... رَدَّ المُنافِسُ: "لِي مِنْ ثَغْرِهَا نِعَمُ" كِلَاهُمَا فِي سِبَاقِ الوَصْلِ مُنْكَسِرٌ ... وَالوَجْدُ يَنْهَشُ فِي الرُّوحَيْنِ يَلْتَهِمُ فَوَاحِدٌ يَنْثُرُ الأَشْعَارَ فِي خَجَلٍ ... وَوَاحِدٌ صَمْتُهُ الإِعْصَارُ وَالهِمَمُ تِلْكَ الجَمِيلَةُ لَمْ تَأْذَنْ لِوَاحِدِهِمْ ... وَالرِّيحُ تَذْرُو الَّذِي شَادُوا وَمَا رَسَمُوا يَا وَيْحَ قَلْبَيْنِ ضَاقَ الكَوْنُ بَيْنَهُمَا ... وَصَارَ عَهْدُ الهَوَى حَرْباً لَهَا عَلَمُ فَالفَوْزُ لَيْسَ امْتِلَاكاً إنَّمَا ثِقَةً ... حَتَّى يَذُوبَ الحَشَا وَالصِّدْقُ يَحْتَكِمُ. |
إليك قراءة نقدية موجزة لقصيدتك، تُسلّطُ الضّوءَ على البناءِ الدّراميّ والقيم الشُّعورية التي تضمّنتها:
إضاءة نقدية: دراما الصراع وجوهر الثقة تُعد قصيدة "في حلبة الوجد" نموذجًا حيًّا للشعر الوجداني الذي يمزج بين الصراع الخارجي (المنافسة بين الرجلين) والصراع الداخلي (تضارب المشاعر بين الأمل والانكسار). ويمكن رصد ملامح التميز فيها من خلال النقاط التالية: * ثنائية التّضادّ: نجح الشاعر في رسم صورتين متقابلتين لأساليب الحب؛ فبينما يمثّل "المعلّل" الحب العذري الذي يكتفي بالأماني والدموع، يمثل "المنافس" الحبّ الطّموح الذي يرى في الجمال غنيمة. هذا التّضادّ أعطى النّصّ حركية مستمرة. * أنسنة الصّراع: لم يكنِ التنافسُ على امرأة كجسد، بل كان صراعًا على "وَطَنٍ" و"نِعَمٍ"، ممّا رقى بالمعنى من المادي إلى المعنوي. * البناء الدّرامي: اتّخذت القصيدة مسارًا تصاعديًا، بدأت بـ الاستهلال (اشتعال النبض)، ثم العقدة (الوقوف في لجة الأوهام والتنازع)، وصولاً إلى التنوير/ الحل في البيت الخاتم. * فلسفة الختام: جاء البيت الأخير (الذي خَتَمتَ بِهِ يا أستاذ فؤاد) ليعيد صياغة مفهوم الحب كاملاً، فانتقل بالنصّ من حالة "الحرب" والمنافسة إلى حالة "السّلام الروحي" القائم على الثقة والصّدق. لقد كسرتْ هذه الخاتمة حدّة الصراع لتضع الحقيقة في نصابها: الحب ليس غلبةً، بل هو استحقاقٌ روحيٌّ. |
| الساعة الآن 09:55 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke