Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   من تاريخ البلدة (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=44)
-   -   مِنْ أين جاء اسم بيت زبداي Beth Zabday إلى آزخ? بقلم: فؤاد زاديكى لغاية اليوم، وعلى (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=51173)

fouadzadieke 09-11-2025 12:03 AM

مِنْ أين جاء اسم بيت زبداي Beth Zabday إلى آزخ? بقلم: فؤاد زاديكى لغاية اليوم، وعلى
 
مِنْ أين جاء اسم بيت زبداي Beth Zabday إلى آزخ?

بقلم: فؤاد زاديكى

لغاية اليوم، وعلى الرغم من قراءتي لكثير من الكتب التي تتحدّث عن آزخ، فإنّي لم أجد أيّ أحدٍ ممّن تناولوا تاريخها بالدراسة، أن يكون قد أتى على ذكر مِنْ أين جاءت تسمية بيت زبداي لمدينة آزخ، مع كلّ احترامي لجهودهم والشكر لما قدّموه من معلومات قيّمة وغنيّة عن فترات تاريخيّة من بلدتنا الحبيبة آزخ. فبعد المراجعات و المطالعات والبحث والتحرّي والتدقيق استطعت أن أصل إلى ما يمكن أن يكون الأقرب إلى الحقيقة، فمدينة آزخ (بيت زبداي) ورد ذكرها في السجلات الأثرية باسم Ashiho أو Ashikho في أرشيف خزانة حاكم في (تل حلف) في عهد الملك الآشوري أداد نيراري الثالث أوائل القرن الثامن ق.م.
في المصادر الآشورية يذكر اسم آسيخو Ashiho أو آشيخو Ashekho كموقع أو بلدة ضمن أراضيهم. هذا يتوافق مع سجلات الملوك الآشوريين تغلات فلاتر و سنحاريب اللذين دوّنا أخبار حملاتهما العسكرية في المنطقة.
في الألفية الثانية قبل الميلاد و بداية الألفية الأولى كانت المنطقة الواقعة اليوم ضمن شرناخ - طور عبدين جزءًا من ممالك آشورية صغيرة، ثم أصبحت تحت السيطرة المباشرة للامبراطورية الآشورية الحديثة.
بعد انهيار الإمبراطورية الآشورية في القرن السابع قبل الميلاد، بدأ نفوذ الشعوب الآرامية يتوسّع في المنطقة.
لم يأت الآراميون غزوًا للمنطقة بل أنّهم - غالبًا - استغلّوا الفراغ السياسي والضعف المحلّي بعد انهيار الآشوريين. خلال هذا الوقت فإنّ العديد من المدن والمستوطنات التي كانت تحت النفوذ الآشوري تغيّرت أسماؤها تدريجيًا وفق اللغة والثقافة الآرامية وهنا يظهر اسم بيت زبداي Beth Zabday وتعني كما أوضحنا قبل قليل، بيت عائلة أو قائد محلّي ارتبط اسمه بتلك المنطقة. لقد كان هذا النّمط شائعًا في الشرق الأدنى القديم: المدن تستمرّ بسكّانها، لكنّ اللغة الرسمية والإدارية تتغيّر مع تغيّر الجماعة المسيطرة ثقافيًا، بمعنى أنّه ليس من الضرورة أن يكون حضور الآراميين هنا من خلال معارك وحروب. بهذا استمرّت السكانية الأصلية لكن تغيّرت الأسماء.
لقد بحثنا في فرضية أن يكون اسم زبداي يعود للقائد العسكري زبدا لدى زنوبيا ملكة تدمر، كما يعتقد البعض، فرأينا أنّ هذه الفرضية غير منطقية لعدّة أسباب أوّلها أنّ حكم الملكة زنوبيا كان في القرن الثالث الميلادي من (حوالي ٢٧٣ - ٢٦٧م) وتتحدّث المصادر عن سيطرتها كانت على مناطق مثل تدمر، حلب، دمشق، أريحا أما شرق الأناضول حيث تقع مدينة آزخ وطور عبدين فإنّ جيوشها لم تصل إليها، فآزخ كمدينة وموقع بعيدة نسبيًا عن مركز قوة تدمر (حمص، تدمر، الرقة، دمشق)
كما يُستبعد احتمال أن يأتي الاسم من الشيخ زبيد الذي عاون أهل آزخ في مقاومة الأرمن و الآشوريين، عندما حاول هؤلاء قطع طريق بيت المقدس ليمنعوا أهل آزخ من زيارته، فاستعاضوا عن ذلك بزيارة دير (مار اوگين) الكائن في منطقة إزلا القريبة من آزخ، وقد تمّ إنشاؤه في القرن الرابع الميلادي من قبل مار اوگين بالقرب من نهر دجلة ليكون منبع الحياة الرهبانية السريانية في المشرق، والذي قدم من صعيد مصر مع عدد من الرهبان وهو يُعتبر الأب الروحي للرهبنة في آزخ ونصيبين وطور عبدين.
قدم الشيخ زبيد من الحجاز لمساعدة أهل آزخ بعدما طلبوا منه ذلك لانّهم سريان وهناك عهد بين نبي الإسلام والسريان بوجوب حمايتهم والدفاع عنهم، ولهذا السبب استقدم الشيخ زبيد جيشًا كبيرًا من مصر والسودان وبقية الدول العربية، على الأرجح في عهد الدولة الحمدانيّة، التي تمّ تأسيسها على يدّ عبد الله الحمداني وهو من عرب بني حمدان في سنة ٩٣٤م في الموصل استمرّت لغاية ١٠٠٠م تقريبًا. بقي الشيخ زبيد في آزخ بعد طرده للأرمن إلى (بحيرة وان) و الآشوريين إلى (گُلعَتْ يَارَ)، وسكن في الجبل الأبيض مع عساكره، وقيل إنّ مَن كان معه من عساكر مصر والسودان اعتنقوا المسيحية بعد ذلك ومنهم عشيرتا المِصركيّة والسّودانكيّة المعروفتان من عشائر آزخ.
تغيّر اسم آزخ مرارًا وتكرارًا، فكما يقول هارتمان كان يُعتقد أنّها في موضع اسمه (سَپّة) ومَن يقول أنّها بيت عيناثا نفسها.
بقي اسمها بيت زبداي إلى أن غزاها ابن تيمور لنگ من ١٣٩٠ - ١٤٠٠م، فمن ذلك التاريخ سمّيت بآزخ وهي كلمة مغولية تعني المحروقة أو المشوّهة، بسبب تدميره لها و حفر خنادق عميقة وطويلة طمر فيها أهل آزخ وهم أحياء. بعذ ذلك و أثناء تتريك الدولة التركية لأسماء المدن و العائلات صار اسمها إيدل Idil في سنة ١٩٣٧ بعدما تمّ اعتبارها قضاءً وكلمة Idil بالتركي تعني (الوادي الخصيب) أو (النهر العظيم)
تتريك الألقاب والأسماء تمّ في سنة ١٩٢٣م أمّا تتريك أسماء القرى والبلدات فتمّ ما بين الأعوام ١٩٢٥ - ١٩٥٠م في محاولة للقضاء على خصوصية من ليسوا من الجنسية التركية.
هناك ربط تاريخي تقليدي قويّ بين اسم آزخ و بيت زبداي فمن المحتمل أن تكون قلعة بازبدي هي نفسها آزخ أو كانت تشملها في فترة من التاريخ، ففي المصادر السريانية و البيزنطية ورد اسم بازبدي في المصادر الرومانية و اليونانية القديمة مثل المؤرخ أميانوس مارسيلنوس كموقع حصن على نهر دجلة الأعلى، ذُكرت كقلعة مهمة في القرن الرابع الميلادي وكان فيها حصن روماني استولى عليه الفرس الساسانيون عام ٣٦٠م (سابور الثاني) ثم استعاده الرومان مؤقتًا.
موقعها التقريبي كان بين نصيبين وجزيرة ابن عمر أي ضمن نطاق طور عبدين الشرقي - وهو نفس الإطار الجغرافي الذي تقع فيه آزخ اليوم.
آزخ مدينة محصّنة على نهر الخابور (الهابور) الصغير وهو ما يُعرَف بالسفّان قرب مديات الحالية. عُرِفت في المصادر السريانية الوسطى خصوصًا في القرن السابع و الثالث عشر عندما قاومت الغزوات الفارسية والعربية والمغولية. حافظت على وجود سرياني مسيحي قويّ حتى القرون الأخيرة.
بعض المؤرخين السريان المتأخرين مثل ميخائيل الكبير وديونيسيوس التلمحري يستخدمون الاسمين أحيانًا بشكلٍ متقارب أو في سياقات جغرافية متداخلة. عدد من الباحثين المحدثين مثل جان ماوريسي و جوزيف في و كبرييل اوساني وتفنكچي يفترضون أنّ بازبدي قد تكون الاسم القديم لآزخ نفسها أو أنّها كانت القلعة الأصلية التي أصبحت تُعرف بآزخ.
آخرون يرون أنّ بازبدي كانت قريبة جدًا من آزخ، ربّما بضعة كيلومترات و أنّ الاسم تغيّر مع الزمن.
خلاصة القول: من المحتمل جدًّا أنّ آزخ تساوي بازبدي القديمة أو أنّ بازبدي كانت القلعة القديمة التي أصبحت تُعرف لاحقًا باسم آزخ، كلا الاسمين يشيران إلى موقع استراتيجي في منطقة طور عبدين على ضفّة دجلة العليا حيث يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان عن بازبدي: أنّها تقع على الجانب الشرقي من نهر دجلة، بينما تقع جزيرة ابن عمر على الجانب الغربي منه.
هناك مَن يرى بأنّ الإمبراطور الروماني سلوقس الثاني (٢٥٦ - ٢٢٥) ق.م هو الذي بنى آزخ في جملة ما بناه و أعاد بناءه من مدة كثيرة هامة، لكنّ الحقيقة هي أنّه لم يبنها بل هو قام بإعادة بنائها من جديد، لكونها تقع في منطقة استراتيجية هامّة.
الاسم التركي: İdil
الاسم العربي القديم/المستخدم أحياناً: إيدل أو آيدل

المحافظة: شرناق (Şırnak) – جنوب شرق تركيا
تقع على خط العرض: 37.3417° شمالاً
وخط الطول: 41.8917° شرقاً
تقع إيدل بين مدينتَي جزيرة بوطان (Cizre) شرقاً وماردين غرباً، وتبعد حوالي 25 كم شمال الحدود السورية.
يحدّها من الشرق: قضاء جزيرة بوطان (Cizre)
من الغرب: محافظة ماردين (Mardin) – منطقة نصيبين تحديداً
من الشمال: قضاء غوتشلوكوناك (Güçlükonak)
من الجنوب: تلامس حدود سوريا في بعض الأجزاء
المساحة: نحو 1,148 كم²
عدد السكان: قرابة 30 ألف نسمة في المدينة، وأكثر من 77 ألفاً في القضاء كله (بحسب إحصاءات 2021–2022)

تقع إيدل (آزخ) ضمن إقليم طور عبدين (Tur Abdin) التاريخي المعروف بكثرة الأديرة والقرى السريانية القديمة.
المنطقة غنية بالوديان والهضاب التي تفصلها عن نهر دجلة شرقاً.
كانت تُعرف في بعض المصادر القديمة باسم بيت زبدي أو بازبدي، ما يجعلها مرتبطة تاريخياً بمناطق الحكم الآشوري القديم في بلاد ما بين النهرين.


الساعة الآن 12:56 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke