![]() |
لُغَةُ الظِّلِّ للشاعر السوري: فؤاد زاديكى ]
لُغَةُ الظِّلِّ للشاعر السوري: فؤاد زاديكى [في صمتِ الظّلال و تلك اللحظات، التي تهمسُ بها الروحُ بعيدًا عن أضواء الكلام، تنبثقُ هذه القصيدةُ كنبعٍ صادقٍ من أعماقِ الحنينِ و الوجدِ. هي لغةٌ لا تُكتَبُ بقلمِ القوافي و لا تُقاسُ بأوزانِ الأبياتِ، بل تُسَطَّرُ بدموعِ القلبِ و نبضاتِهِ الخَفِيّةِ، حاملةً بين ثناياها أصداءَ الذّكرياتِ، و أسئلةَ الوجودِ، التي لا تَنطَفِئ. هنا، في "لُغَةُ الظِّلِّ"، يُحاورُ الشّاعرُ ذاتَهُ، يَستَكشِفُ أثرَ الزّمنِ على الأحلامِ و الوجدانِ، و يُعلِنُ أنّ القصيدةَ ليستْ سوى رحلةٍ تبدأُ في الأعماقِ، و لا تنتهِي إلّا حينَ يجِدُ القارئُ فيها جزءًا من نَفسِهِ] أنَا القَصِيدَةُ لا وَزنٌ يُقَيِّدُنِي ... وَ لا القَوَافِي تُحِدُّ الشَّوقَ في بَدَنِي أجِيءُ من حَيثُ لا دَربٌ يَدُلُّ علَى ... مَسْعَى خُطَايَ، و إنْ بِالشّكْلِ أو زَمَنِ مِنَ الحَنِينِ أنَا، مِنْ صَمْتِ ذَاكِرَةٍ ... مِنْ رَعْشَةِ الوَردِ، حِينَ البَردُ يَلْفَحُنِي كَتَبْتُهَا، قَبلَ أنْ تَسْعَى لِلَثمِ فَمِي ... حَجَبْتُ عَنها الهَوَى، في لَحظَةِ الوَسَنِ أنَا السُّؤالُ، الّذي لَولَاكَ ما وُجِدَتْ ... إجابَتِي، وَ المَرَايَا في رُؤى فِطَنِي كلُّ الذي ليس يُروَى، كلّما اختبأَتْ ... أحلامُهُ في جُفُونِ الحَرفِ، يَسْكُنُنِي إنْ شِئْتَ سِرْ بي، و لَكنْ لا تُسَائِلُنِي: ... مِنْ أيِّ صَوبٍ أتيتُ النّظمَ في العَلَنِ؟ رَأيتُ طِفلًا، يُنَادِي ظِلَّ أُمنِيَةٍ ... وَ الدَّمعُ يَجْرِي عَلَى الخَدَّيْنِ، فِي حَزَنِ وَ شيخَةً فِي المَسَاءِ المُرِّ انتَظَرَتْ ... تُنَادِمُ الذِّكرَيَاتِ البُكْمَ في السَّكَنِ وَ سَائِلًا، مِثلَ عُمْرٍ ضَاعَ فِي صُدَفٍ ... يُلَمْلِمُ الجُوعَ فِي صَوتٍ بلا وَطَنِ أنَا القَصِيدَةُ، لَمْ تُكْتَبْ نِهَايَتُهَا ... إنَّ البِدَايَةَ فِيكَ الآنَ، يَا شَجَنِي. |
الساعة الآن 06:45 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke