Forum of Fouad Zadieke - عيدُ العُمّالِ العالَميُّ بقلمِ: فؤاد زاديكِي

عيدُ العُمّالِ العالَميُّ

بقلمِ: فؤاد زاديكِي

يُصادِفُ الأوَّلُ مِن أَيّارَ مِن كُلِّ عامٍ عيدَ العُمّالِ العالَميِّ، وَ هوَ يَومٌ خُصِّصَ لِتَكريمِ الطَّبَقَةِ العَماليَّةِ وَ تَقديرِ جُهودِها العَظيمةِ في بِنَاءِ الوَطنِ وَ نَهضَتِهِ. فَالعَامِلُ هُوَ العَمودُ الفَقَريُّ لِأيِّ مُجتَمعٍ، وَ بِدونِهِ لا تَتَحرَّكُ عَجلةُ الإنتَاجِ، وَ لا يَتَطَوَّرُ الإقتِصادُ.

إنَّ مِهنَةَ العَملِ، بِمُختَلَفِ أَشكالِها، تَستَحِقُّ كُلَّ الإحترامِ وَ التَّقديرِ، فَالعُمّالُ هُمُ الّذِينَ يَسهَرونَ لِيَنعَمَ غَيرُهُم، وَ يَتَعبونَ لِيَرتاحَ الآخَرونَ، وَ يُشارِكونَ بِقُدراتِهِم وَ طاقاتِهِم فِي تَشييدِ البُنى التَّحتيَّةِ، وَ إِنتَاجِ المَوادِّ، وَ تَوفيرِ الخَدماتِ المُختَلِفَةِ.

فِي هَذا اليَومِ المُمَيَّزِ، نَرفَعُ أسمى آياتِ التَّهاني وَ التَّبريكاتِ لِكُلِّ يَدٍ عامِلَةٍ، وَ نَقولُ لَكُم: شُكرًا عَلى عَطائِكُم، شُكرًا عَلى إِخلاصِكُم، شُكرًا عَلى صَبرِكُم وَ إِيمَانِكُم بِرِسالَتِكُم العَظيمَةِ.

وَ فِي ظِلِّ المُتَغيِّراتِ الإقتِصادِيَّةِ وَ الإجتِماعِيَّةِ، الّتي يَشهَدُها العالَمُ، يَتَأكَّدُ أَكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى أَنَّهُ لا بُدَّ مِن صَونِ حُقوقِ العُمّالِ وَ تَأمِينِ سُبُلِ العَيشِ الكَريمِ لَهُم. فَالكَثيرُ مِن العُمّالِ يُعانونَ مِن صُعوباتٍ وَ ظُروفٍ قاسِيَةٍ، وَ يَحتاجونَ إلى دَعمٍ وَ رِعايَةٍ مُستمِرَّةٍ.

نَحنُ مَعَ كُلِّ عامِلٍ يَسعَى لِكَسبِ قُوتِ يَومِهِ بِعِزَّةٍ وَ كَرَامَةٍ، وَ نَدعُو لِتَحسينِ ظُروفِ العَمَلِ وَ تَوفيرِ البِيئَةِ المُناسِبَةِ لِزِيادَةِ الإنتَاجِيَّةِ وَ الإبداعِ.

فِي عيدِكُم، نُجَدِّدُ العَهدَ أَن نَكُونَ صَوتَكُم، وَ نَعمَلَ مَعَكُم وَ مِن أَجلِكُم، لِبِناءِ مُجتَمعٍ أَفضَلَ، تَسودُهُ العَدالَةُ وَ المُساواةُ.

كُلُّ عامٍ وَ أَنتُم قُوَّةُ الأَوطانِ، وَ مِفصَلُ النَّهضَةِ وَ الإزدهارِ.