Forum of Fouad Zadieke - مشاركتي الآن في أكاديمية رياض الشعر و الأدب على برنامج حديث الساعة و موضوع الحبّ و ال

مشاركتي الآن في أكاديمية رياض الشعر و الأدب على برنامج حديث الساعة و موضوع الحبّ و الاهتمام تعدّ البرنامج و تقدّمه الاديبة الصديقة إنصاف أبو ترابي بإشراف الدكتور عدنان الطيبي المدير العام للاكاديمية و الدكتورة مها يوسف نصر رئيس مجلس الإدارة

الحُبُّ وَالِاهتِمَام

بقلم: فُؤَاد زَادِيكِى

الحُبُّ هُوَ أَسْمَى المَشَاعِرِ الإِنسَانِيَّةِ، التِي يَشعُرُ بِهَا الإِنسَانُ نَحوَ غَيرِهِ، وَ يُعتَبَرُ جَوهرَ الوُجُودِ وَ قَلبَ الحَيَاةِ النَابِضَ. فَهُوَ الشُّعُورُ، الذِي يُقَوِّي العَلَاقَاتِ الإِنسَانِيَّةَ، وَ يَجعَلُ الحَيَاةَ أَكثَرَ جَمَالًا وَ مَعنى. الحُبُّ لَيسَ فَقطَ كَلِمَةً تُقَالُ، بَل هُوَ سُلُوكٌ وَ عَمَلٌ يَنعَكِسَانِ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ مَن نُحِبُّ.
لِلإِنسَانِ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ لِيُعَبِّرَ عَن حُبِّهِ. مِن أَبرَزِ هَذِهِ الطُّرُقِ، التَّفَاهُمُ وَ الِاحترَامُ وَ الإِنصَاتُ لِمَشَاعِرِ الآخَرِ. فَمَن يُحِبُّ يُظهِرُ ذَلِكَ مِن خِلَالِ كَلِمَاتِهِ اللَّطِيفَةِ وَ تَصرُّفَاتِهِ المُعبِّرَةِ. إِذَا أَرَدتَ أَن تُعَبِّرَ عَن حُبِّكَ لِشَخصٍ مَا، فَأَظهِر ذَلِكَ بِالاِهتِمَامِ بِتَفَاصِيلِهِ الصَّغِيرَةِ، وَ السَّعيِ لِإِسعَادِهِ دَومًا.
لَا يُمكِنُ الفَصلُ بَينَ الحُبِّ وَ الِاهتِمَامِ، فَمَن يُحِبُّ يَكُونُ مُهتَمًّا بِمَن يُحِبُّ، يُرَاقِبُ أَحوَالَهُ، وَ يُشَارِكُهُ أَفرَاحَهُ وَ أَحوَانَ قَلقِهِ. الحُبُّ دُونَ اِهتِمَامٍ يَفقدُ مَعناهُ، وَ يُصبِحُ مَجَرَّدَ كَلَامٍ لَا يُقَدِّمُ شَيئًا.
مِن أَشكَالِ الحُبِّ أَيضًا حُبُّ الأُسرَةِ، الذِي يَتَجَسَّدُ فِي التَّفَانِي فِي رِعَايَتِهَا وَ تَوفِيرِ السَّعَادَةِ لَهَا. كَذَلِكَ حُبُّ الأَصدِقَاءِ، الذِي يَظهَرُ فِي الوَلَاءِ وَ الصِّدقِ فِي العَلَاقَةِ. وَ أَيضًا الحُبُّ الرُّومَانسِيُّ، الذِي يَظهَرُ فِي الحِرصِ عَلَى الشَّرِيكِ وَ التَّفَاهُمِ مَعَهُ.
الحُبُّ هُوَ عَمَلٌ مُشتَرَكٌ يَبنِي جُسُورَ الثِّقَةِ وَ التَّفَاهُمِ، وَ هَذَا لَا يَتِمُّ إِلَّا مِن خِلَالِ اِهتِمَامٍ حَقِيقِيٍّ يُثبِتُ عِمقَ العَاطِفَةِ. فَمَهما تَنَوَّعَت أَنواعُ الحُبِّ، فَإِنَّ كُلَّ حُبٍّ يَتَزَيَّنُ بِالاِهتِمَامِ، الذِي هُوَ دَلِيلُ الحُبِّ وَ مِعيَارُ صِدقِهِ.
المانيا في ٢٣ يناير ٢٥