![]() |
"جريمة شرف" تصعق ألمانيا
تم بناء ضريح مرتجل في المكان الذي شهد إطلاق الرصاص على هتون سوروكو، آخر ضحية لما يسمى بجرائم الشرف بألمانيا.
توجد بالمكان ورود وشموع ورسائل عزاء وصور للسيدة التركية الشابة التي قُتلت وهي في الثالثة والعشرين من العمر بطلقات في الرأس والصدر. ألقت الشرطة الألمانية القبض على أشقائها الثلاثة وهي ترجح أن هتون كانت آخر ضحية لسلسلة من جرائم غسل العار التي شهدتها برلين خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال المختص النفسي بالشرطة الألمانية كارل مولينهاور:"لم يكن لديها أعداء آخرين، هذه الجريمة تحمل كل معالم جرائم الشرف." ويضيف:"في الإسلام، المرأة هي التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على شرف الأسرة، وعلى الرجال أن يدافعوا عن ذلك الشرف. هتون سوروكو هي سادس ضحية لجرائم الشرف بين فتيات الجالية التركية ببرلين الذين يبلغ عددهم 200.000 شخص". وكانت هتون متزوجة من ابن عمها لمدة ثمان سنوات في زواج رتّبت له الأسرة، ولكنها هربت مع طفلها البالغ من العمر خمس سنوات. وتقول إحدى اللافتات المعلقة على ضريح هتون "ينبغي أن يكون للمرأة حق الاختيار". وقد أدى مقتل هتون سوروكو إلى رد فعل قوي وسط أبناء الجالية حيث خرجت النساء التركيات إلى الشوارع في تظاهرات محتجة على الجريمة. وقال إيرين أونسال من جمعية الأتراك العلمانيين:"هذه المأساة أيقظتنا من سباتنا. لقد صعقنا من رد الفعل. وأضاف:"إنها المرة الأولى التي يكون فيها صناع القرار السياسي والتنظيمات غير الرسمية وما إليه على استعداد للجلوس إلى نفس الطاولة ليتباحثوا فيما يجب فعله. هذا لم يحدث قط من قبل". "غض الطرف" ولكن لا يتفق الجميع على الغضب مما حدث. ففي فناء مدرسة لا تبعد سوى بضع ياردات من المكان الذي حدثت فيه جريمة القتل، سًمع تلاميذ المدرسة القريبة وهم يشيدون بالجريمة. قالوا إن هتون كانت تعيش مثل الألمان. ولم يكن هذا رد الفعل الوحيد بهذا الشكل؛ فقد قال أوزكان موتولو، أحد أعضاء المجلس البلدي لمدينة برلين:"سمعت شابة تركية تقول في محطة إذاعة تركية:"إنها تستحق ما جرى لها لأنها خلعت الحجاب". ويقول أوزكان:"هذا شيء لا يُصدق". وأضاف:"إن المشكلة استفحلت لأن السلطات الألمانية غضت الطرف عنها. فعلى سبيل المثال، عندما يضرب رجل تركي زوجته، فإنه لا يتلقى نفس العقاب الذي يتلقاه ألماني عندما يفعل نفس الشيء. وحاولوا أن يعزوا ذلك لاختلاف الثقافة والدين والتقاليد." "أفكار خاطئة" ويبذل العلماء المسلمون بألمانيا جهداً للتأكيد على أن القرآن لا يتضمن نصوصاً خاصة بالقتل من أجل العار. ولكن وُجه النقد إليهم على عدم شجبهم ما حدث. وقال حسين ميديك ممثل أكبر جمعية للمساجد في ألمانيا:" لقد ذكرنا مرتين العام الماضي بأنه محرم قتل النفس وما إلى ذلك. مهمتنا هي تفسير الإسلام، لتوضيح بعض الأفكار الخاطئة عن الإسلام في عقول الناس". يذكر أن ألمانيا تشهد كل عام فرار عشرات النساء والفتيات من أسرهن لتجنب الزيجات المرتبة. وتقول باحثة اجتماعية تركية تدير مركزاً للهاربات من أسرهن ببرلين إن جرائم الشرف واحدة من أكثر أشكال القهر التي تواجهها النساء اللاتي تأتين لمركزها الذي يوجد في مكان سري ببرلين. وتضيف الباحثة التي طلبت عدم ذكر اسمها:"كل الفتيات اللاتي تأتين إلى المركز كانوا محتجزين في منازلهن من قبل أسرهن. ويذهبن إلى المدارس فقط لأن القانون يحتّم ذلك وإلا لما سمح لهن بالخروج قط. فينبغي عليهن البقاء بالمنزل لكي يطبخن ويعتنين بأخواتهن وإخوتهن. فالآباء لا يعترفون بأن الفتاة يمكنها أن تقرر شيئاً لوحدها". الكاتب: راي فيرلونج المصدر: هيئة الإذاعة البريطانية |
أستاذ بسام
بكل محبة أقدّر كل ما تكتب وتقدمه من مواضيع هادفة تلقي بالضوء على جوانب من حياتنا وهذا ضروري لنعي الواقع الذي نعيش فيه ونحاول فهم ومعرفة الأخطار المحدقة بنا من جرّاء شيوع بعض العادات البالية والأفكار المريضة التي لا يعود ضررها على أصحابها فحسب بل يتجاوزها إلى حد أن يطرّش على الغير ويصيبهم بأذية. إن المجتمعات الإسلامية على وجه العموم لا تزال خاضعة لتأثير أفكار بالية تسيطر على عقول الناس البسطاء وتدفعهم إلى إيمان أعمى دون النظر إلى كون هذه الأفكار صحيحة أم غير صحيحة وهذا الخضوع الأعمى دون قيد أو شرط لمجمل هذه التركيبة الإجتماعية وهذه الأفكار الظلامية التي تسود هذه المجتمعات تجعل من إمكانية تحرّرها من تلك القيود المفروضة عليها صعباً. ونرى ونسمع في كل يوم الكثير من مثل هذه الجرائم تقع في هذه المجتمعات وتحت مسمّيات واهية وأسباب غير معقولة البتة, ويبقى الإنسان وخاصة المرأة كجانب ضعيف يدفع الثمن فيما مثل هؤلاء الرجال الذي يدّعون بالشرف ويصرخون باسم الدفاع عن الشرف كاذبين, يمارسون في حياتهم كل يوم ما يخالف هذه النداءات وتلك الدعوات. سيبقى المسلمون والعرب عموماً, متى ظلّوا على هذه الوتيرة من التقوقع على أفكارهم وأنفسهم ولم يمنحوا لذاتهم وأفكارهم فسحة منطقية من الحرية على عماهم إلى أبد الآبدين. والشرف يراه هؤلاء فقط في المحافظة على عفاف المرأة وشرفها. ولم يفكروا أو يحاولا فهم الشرف والمحافظة على الشرف من مفهوم آخر هو أكثر عقلانية ومنطقية وإنسانية, فالشرف برأيي هو المعاملة وهو الصدق مع الذات ومع الآخرين والشرف هو بالأمانة وعدم الخيانة والشرف هو عدم الكذب على الغير والشرف هو القيام بالواجب على نحو مرضي والشرف هو أن يخدم الإنسان بيته ومجتمعه وقضيته كما يجب وأن للشرف جوانب كثيرة ووجوه أخرى غير أن يكون في عضو معيّن من جسد الإنسان. الموضوع هام لأنه يحصل كل يوم وقد نقله العرب والمسلمون من واقعهم المريض إلى المجتمعات الغربية المتحضرة والمتطورة لكي يعيشوا في هذه المجتمعات بأجسادهم فيما يعيشون بجهل أفكارهم وتقوقعهم في عالمهم الذي جاؤوا منه إلى هذه البلدان وهذا سوف يسبب لهم مشاكل وهو سيضرّ بهذه المجتمعات التي يعيشون فيها, متى ظلّوا على ما هم عليه من فكر وممارسة وتصرف غير عقلاني أرجعوهم, رجاء أيها الأخوة الأوربيون إلى المواطن التي قدموا منها, لكي لا تستفحل هذه الآفة في هذه المجتمعات فتعود عليكم وعلينا بالضرر الشديد فهي قنابل موقوتة! |
الساعة الآن 11:35 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke