![]() |
وفاة الكاتب الكبير محمد الماغوط
توفي اليوم الاثنين الكاتب السوري الكبير محمد الماغوط عن عمر يناهز 72 عاماً بعد صراع طويل مع المرض حسب مصادر طبية في مشفى دار الشفاء بدمشق .
وولد الماغوط في 1934م في بلدة (السلمية)، بالقرب من حمص، في أقصى حالات الفقر وجاء إلى دمشق عام 1948، حاملاً على ظهره أكبر حدبة بشرية من الأحزان والرفض، فتعرض للسجن والتعذيب والهروب والاختفاء.. ولم يتوقف الشاعر الراحل يوما عن ذكر الغرف الصغيرة الواطئة التي قطنها في (باب توما) و (أبو رمانة) و (عين الكرش. ربطت الشاعر علاقة قوية بجماعة مجلة شعر عند إقامته في بيروت. كتب بعد عودته للمسرح والسينما وكانت باكورة أعماله هي دواوين شعر وأفلام ومسرحيات لا تزال تسكن في وجدان السوريين. منها فيلم "الحدود" و"التقرير"، ومسرحية "غربة" و "ضيعة تشرين" و"كاسك يا وطن" إضافة إلى أعمال تلفزيونية منها "وادي المسك" و"حكايا الليل". وكان الماغوط قد قال حول مفهومه للشعر: الشعر نوع من أنواع الحيوان البري. الوزن والقافية والتفعيلة تدجنه، وأنا رفضت تدجين الشعر، تركته كما هو حراً ولذلك يخافه البعض واعتقدنا أن (قصيدة النثر) هي أول بادرة حنان وتواضع في مضمار الشعر العربي الذي كان قائماً على القسوة والغطرسة اللفظية. حيث يعتبر الماغوط من أهم رواد قصيدة النثر الحديثة. ومن أهم أعماله الشعرية: "غرفة بملايين الجدران" ، "الفرح ليس مهنتي" كما كتب الماغوط مجموعة نصوص (سياف الزهور) نشرت العام 2001 . "بدأت وحيداً، وانتهيت وحيداً كتبت كإنسان جريح وليس كصاحب تيار أو مدرسة" بهذه الكلمات المختصرة ربما لخص الماغوط أسلوب حياته وأدبه. وسيبقى شعر الماغوط وتجربته الأدبية تحمل ذكراه على مر الأيام. Published 03.04.06 |
رحم الله الماغوط الذي أعطى الأدب والفن والمسرح والحياة الشيء الكثير وقد ترك بصمات أكيدة على جميعها وقد شكّل بتعاونه مع الممثل الشهير دريد لحّام ثنائية رائعة قدّمت الكثير من الأعمال الدرامية الكبيرة التي تركت أثرا عظيما لدى الجمهور. وشكرا لفادي الذي نشر لنا الخبر هنا.
|
بالفعل اخ فادي تشكر على هذا الموضوع وكنا قد افتقدناك عساه خيرا
|
خير يصيبكي أخت جورجيت ، أنا موجود بس أنت ِ من زمان ما جيتي عالقحويه
|
النص التالي عبارة عن قصة قصيرة ساخرة للكاتب والأديب السوري الراحل وملك الكوميديا السوداء محمد الماغوط أعيد نشره هنا .
النص القصصي بعنوان : نعم ، لم أسمع .... نهض المواطن عرب بن عروبة بن عربان مبكرا من فراشه، فغسل وجهه بسرعة بالماء المثلج ، و حلق ذقنه كيفما اتفق بشفرة مثلمة ، و ضرب شعره ضربتين بمشط مكسور ، ثم ألقى نظرة عابرة إلى وجهه و قيافته ، ثم إلى أمه و أخته ، قبل أن يتأبط مصنف " قضيته " و ينطلق إلى دوائر الدولة للمراجعة في شأنها . لقد استغفلهم صاحب البيت و تنكر لعشرين سنة من صباح الخير يا جار و مساء الخير يا جار و تقدم بدعوى قضائية لاخلاء المأجور و طردهم منه إلى الشارع . و لكنه كان واثقا أن الدولة لن تنساه في محنته هذه . وأن حربة الظلم لا يمكن أن تنفذ من كل ما في الدولة من موظفين و أختام و مصنفات لتستقر في قلبه . و استقل الباص ، و قصد مكتب القاضي المختص بقضايا المواطنين في وزارة العدل . الحاجب : نعم ؟ المواطن : هل سيادة القاضي موجود ؟ الحاجب : لا . انه مسافر . المواطن : إلى أين ؟ الحاجب : إلى جنيف لحضور مؤتمر الحقوقيين الدوليين. المواطن : و متى يعود ؟ الحاجب : لا أعرف . و غرق في إحدى روايات أرسين لوبين .و استقل المواطن باصا آخر لمراجعة مسؤول آخر . حاجب آخر : نعم ؟ المواطن : هل الأستاذ فلان موجود ؟ الحاجب : لا . انه مسافر إلى سيؤول لحضور مؤتمر للتضامن مع الشعب الفلسطيني . المواطن : و متى يعود ؟ الحاجب : لا أعرف . و انصرف إلى براد الشاي يعده و يخمره . و استقل المواطن باصا آخر لمقابلة مسؤول آخر . السكرتيرة : نعم ؟ المواطن : هل الدكتور فلان موجود ؟ السكرتيرة : لا . مسافر إلى لاغوس لحضور مؤتمر للتضامن مع الشعب الأرتيري . المواطن : و متى يعود ؟ السكرتيرة : لا أعرف . و انصرفت إلى مجلة " الشبكة " . و استقل المواطن باصا آخر لمقابلة مسؤول آخر . سكرتيرة أخرى : نعم ؟ المواطن : هل الأستاذ الدكتور موجود ؟ السكرتيرة : لا . انه مسافر إلى مالطا لحضور مؤتمر التضامن مع الشعب الكوري . المواطن : و متى يعود ؟ السكرتيرة : لا أعرف . و غرقت في مجلة " بوردا " . وعندما انتهى الدوام الرسمي و خلت الدوائر و المكاتب من الموظفين و المراجعين ، و لم يبق فيها إلا الأوراق و المعاملات و المصنفات ، و بعد أن تورمت قدماه من صعود الأدراج و هبوطها ، لم يبق أمامه ما يفعله سوى الانتظار مرة أخرى مع مئات المنتظرين عند مواقف الباصات للعودة إلى بيته و أهله . و عندما ابتسم له الحظ و أقبل الباص شُتم أثناء الصعود و نُشل أثناء النزول . وعندما وصل إلى مدخل الحارة فوجئ بأغراض بيته مكومة في الشارع و أمه و أخته تجلسان عليها . و كل منهما وضعت يدها على خدها و راحت تحدق في هذا العالم . و لما كان بطبعه هادئا مسالما فقد سأل بهدوء : متى حدث ذلك ؟ فأجابته الأم دون أن تنظر إليه : بعد ذهابك بقليل . فربت على كتفها مواسيا ، و جلس القرفصاء على كومة الأغراض و المعاملة لا تزال تحت إبطه . و نظر بحنان إلى أخته الصامتة الشقية و سأل : ما بها ؟ فقالت الأم : فوق همنا هذا ، و نحن نخرج الأغراض و الأمتعة ، و فيما هي منحنية لحزمها ، جاء أحد المارة و قرصها في مؤخرتها . فقال متنهدا : بسيطة . فقالت الأم : بسيطة ، بسيطة . و ماذا ستفعل الآن . و الليل قد أقبل ؟ هل ننام في الشارع ؟ فقال لها : لا تبتئسي يا أمي إن الدولة لا يمكن أن تنساني أنا واثق من ذلك . و هنا أقبل نحوه شرطي يجرجر قدميه من التعب ، و سأله و هو يخرج بعض الأوراق من حقيبته الجلدية : هل أنت المواطن فلان الفلاني ؟ المواطن : نعم . الشرطي : مطلوب لخدمة العلم ! |
الله يرحمه لقد كان كاتبا وشاعر مشهور وخسارة موته
تشكر فنان جان |
الساعة الآن 11:46 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke