Forum of Fouad Zadieke - سلسلة على خطى المسيح ( 2

سلسلة على خطى المسيح ( 2 - كفر ناحوم )

كفر ناحوم

اسم عبري معناه ( قرية ناحوم ) وهي قرية واقعة على الشاطيء الشمالي الغربي لبحر الجليل في أرض زبولون ونفتالي ( متى 4: 13- 16 ). وكانت مركزاً للجباية ( مر 2: 1 و 14 ). ويظهر أنه كان فيها مركز عسكري روماني ( متى 8: 5- 13 ) .

انتقل يسوع إليها من مدينة الناصرة في وقت مبكر من خدمته جاعلا ً منها مركزا ً له حتى أنها دعيت مدينته ( مر 2: 1 ) فيها شفى غلام قائد المئة ( لو 7: 1-10 ) وحماة بطرس المحمومة ( متى 8: 14- 17 ) والمجنون ( لو 4: 31- 37 ) والمفلوج الذي كان يحمله أربعة ( متى 9: 1- 8 ) وابن خادم الملك ( يو 4: 46- 54 ) وغيرهم كثيرين مرضى بأمراض مختلفة ( مر 1: 32- 34 ).

وفي كفر ناحوم قال يسوع الخطاب المدّون في يوحنا 6: 24- 71 وذلك بعد اشباع الخمسة آلاف، وكثير غيره من أقوال يسوع، جرت كلها في كفرناحوم ( مر 9: 33- 50 ). وفيها أيضاً دعى يسوع متى ( أو لاوي ) إلى الخدمة، وكان هذا جالساً هناك عند مكان الجباية ( متى 9: 9- 13 ) . ومع كل خدمة يسوع هذه وتعاليمه في كفر ناحوم لم يؤمن سكانها ولهذا تنبأ يسوع بخرابها الكامل ( لو 10: 15 ) .

ويرّجح أن كفر ناحوم هي تل حوم في الوقت الحاضر وهو مكان يبعد نحو ميلين ونصف إلى الجنوب الغربي من مصب نهر الأردن ونحو ميلين جنوب كورزين . وقد وجدت في تل حوم آثار مجمع لليهود يرجع إلى القرن الثالث بعد المسيح ويظن أن هذا المجمع هو نفسه الذي وعظ فيه المسيح . وقد خربت هذه المدينة بأكملها فعلا ً كما تنبأ ربنا يسوع المسيح ( متى 11: 21- 23 ) .

لم يتبق من مدينة كفر ناحوم المزدهرة سوى ركام من الأطلال التي غطاها التراب على مر العصور. وقد اشترى الرهبان الفرنسيسكان المنطقة بما فيها من أطلال عام ١٨٩٤.

* تروي كتب التاريخ أنه في القرن الثاني الميلادي كان هناك جماعة من اليهود المتنصرين ويبدو أنّهم كانوا يشكلون أغلبية السكان. وقد حولوا بيت القديس بطرس إلى مكان ديني منذ القرن الأول ومن ثم كبروه وحسنوا ملامحه .

* تذكر الحاجّة إيجيريا في القرن الرابع أنها زارت كفرناحوم حوالي عام ٣٨٠ وشهدت أن « بيت أمير الرسل بطرس كان قد تحول إلى كنيسة » .

* في القرن الخامس أقام البيزنطيون كنيسة مثمّنة الأضلاع فوق بيت بطرس الكنيسة الأولى .

* وفي القرن السادس يروي حاج مجهول الاسم من ?ياشنسا ( ٥٧٠م ) : « أتينا كفرناحوم إلى بيت القديس بطرس الذي هو اليوم بازيليك أي كاتدرائية ».

* ٦٣٨ م وفي زمن الحكم العربي انحطت المدينة بسرعة وهُجرت كلية.

* ١٨٩٤ م اشترى الفرنسيسكان الموقع وبعد حوالي عشرة أعوام باشروا أعمال الحفريات. كشفت هذه الحفريات عن آثار كنيس يهودي وبعض البيوت وبقايا الكنيسة البيزنطية .

* في ٢٩ حزيران ١٩٩٠ انتهت أعمال بناء الكنيسة الفرنسيسكانية الحالية وهي مبنية على شكل قارب صيد وتحتفظ تحتها بأطلال الأبنية السابقة .

يوم في كفرناحوم : مرقس( ١، ٢١-٣٩ )

ودخلوا كفرناحوم . وما إن أتى السبت حتّى دخل المجمع وأخذ يعلّم. فأعجبوا بتعليمه، لأنّه كان يعلّمهم كمن له سلطان، لا مثل الكتبة .
وكان في مجمعهم رجل فيه روح نجس، فصاح : « ما لنا ولك يا يسوع الناصري ؟ أجئت لتهلكنا ؟ أنا أعرف من أنت : أنت قدوس اللّه » . فانتهره يسوع وقال : « اخرس واخرج منه ! » . فخبطه الروح النجس، وصرخ صرخة شديدة، وخرج منه . فدهشوا جميعا حتّى أخذوا يتساءلون : « ما هذا؟ إنّه لتعليم جديد يلقى بسلطان ! حتّى الأرواح النجسة يأمرها فتطيعه ! » وذاع ذكره لوقته في كلّ مكان من ناحية الجليل بأسرها .
ولمّا خرجوا من المجمع، جاؤوا إلى بيت سمعان وأندراوس ومعهم يعقوب ويوحنّا . وكانت حماة سمعان في الفراش محمومة، فأخبروه بأمرها . فدنا منها فأخذ بيدها وأنهضها، ففارقتها الحمّى، وأخذت تخدمهم .
وعند المساء بعد غروب الشمس، أخذ الناس يحملون إليه جميع المرضى والممسوسين . واحتشدت المدينة بأجمعها على الباب. فشفى كثيرين من المرضى المصابين بمختلف العلل، وطرد كثيرا ً من الشياطين، ولم يدع الشياطين تتكلم لأنها عرفته .
وقام قبل الفجر مبكّرا ً، فخرج وذهب إلى مكان قفر، وأخذ يصلّي هناك. فانطلق سمعان وأصحابه يبحثون عنه، فوجدوه وقالوا له : « جميع الناس يطلبونك » . فقال لهم : « لنذهب إلى مكان آخر، إلى القرى المجاورة، لأبشّر فيها أيضا ً، فإنّي لهذا خرجت » . وسار في الجليل كله، يبشر في مجامعهم ويطرد الشياطين .