|
لماذا أخشى؟ بقلم: فؤاد زاديكه
لماذا أخشى؟ لماذا أخشى المصارحة بعيوبي والإعلان عن هفواتي؟ لماذا لا أجرؤ على اقتحام عالم ضعفي من خلال التشهير به؟ لماذا لا أعلن عن نقاط خذلاني, و أماكن إساءتي ودوافع شروري؟ لماذا لا أقدر على الإفصاح عمّا يجيش في نفسي, وما يعتمل في صدري من عوامل الضغط وعدم الرضا, والتي تقود إلى التذمّر والشكوك, وتسيء إلى قوّة ردعي الرّوحيّة؟ إلى متى سأظلّ أسير أهوائي, أخاف من مواجهة نفسي والناس والمجتمع؟ إلى متى سوف أجترّ وقع همّي وأشرب كأس غمّي, مبتلعاً خيبتي ومبحرا في إحباطي متوهّما بأنّي بهذا سأتجاوز حدود الخطر وأقضي على مسببات تلك الهموم وأسباب تلك المنغّصات والمتاعب؟ كيف؟ وإلى أيّ حدّ يمكن لي أن أتعامل مع هذا الوضع بصفتي فردا محكوما عليه بقيم وقوانين سائدة, يكون في الخروج عنها حرق لي وإنهاء لطموحي وخيبة أكثر ألما من خيبتي التي عشت أعاني منها وأصطلي بنارها؟ إلامَ لا يستطيع, أو لا يحاول الآخرون فهم وتفهّم رغبتي الحقيقيّة في الإعلان عن مساوئي, والتشهير بنفسي معلناً عن أخطائي المرتكبة من قبلي على رؤوس الأشهاد والأعيان ليكون في ذلك حافز قويّ من أجل التعاطي الشجاع مع أزمتي؟ هل سيترك المجتمع تلك الفرصة دون أن يشنّ عليّ غارات غضبه وتجريمه إياي وحرماني من مستحقات كثيرة كنت ربما حصلتُ على بعضها فيما سبق, فيعطي أوامره وتعليماته غير القابلة للشكوى أو التردد بل للتنفيذ الفوري, ليدمر بذلك كلّ أحلامي وينهي واقع آمالي العريضة؟ كيف يمكن لي أن أتحوّل إلى شخص آخر, يعترف بأغلاطه وأخطائه دون أن ينتهي به الأمر إلى المقاطعة الشموليّة, والحرمان والهجر الظالم؟ ألا ترى معي لو أن المجتمع أعطى فسحة واسعة من المجال والأمل لمثل هذا التفكير و شجع المخطئين الباحثين عن توبة حقيقيّة يوفر لهم فرصة تجاوز تلك الأخطاء والتخلّص من أعبائها يكون أفضل؟, لكي يعيشوا أحرار الفكر, أنقياء الضمير أقوياء النفس, فاعلين في المجتمع على نحو أكثر إيجابية؟ لستُ أدري هل ستأخذني جرأتي الحمقاء إلى اتخاذ مثل هذا القرار الحاسم؟ أم أنّ التريّث وسلوك فرج الانتظار يكون من باب الحكمة والتعقّل؟ أم عليّ الخضوع لإرادة السائد والمتعارف عليه إلى أن تظهر تغيّرات جديدة تمسّ صلب الفكر وروح العقيدة السائدة وبهذا يكون تحوّل واضح وملموس لهذا المجتمع من ظالم رجيم إلى حليم حكيم؟ |
انا ارى التريث وطول البال هو المفضل وعلينا ألا نستعجل الزمان فإن لحاضره قريب!!!!
|
وجهة نظر معقولة شكرا لمرورك يا أم نبيل.
|
لماذا أخشى؟
أخي المحب فؤاد لقد كنت جريئا جدا بطرحك هذه الأسئلة!!!!!!!!! الخطأ والحقيقة والتصرف السليم والعقاب والمكافأة و..و..و..... كلها اشياء نسبية وتقديرية فربما ما تراه انت صحيحا يراه الآخر خطأ والعكس صحيح. لكل مجتمع قيوده المفروضة على ساكنيه وعادات وتقاليد مسموح بها أو منبوذة. فهل ان سرق فقير القليل من المال لشراء طعاما لأولاده جرم كبير؟ وهل تصرف الأجنبي باستغلال الدولة بأية طريقة كانت صحيحة أم خطأ؟ هل الزواج المثلي مقبول أو مرفوض ولماذا؟ هل الزواج من 4 نسوان مقبول ام مرفوض ولماذا؟ اذا تتبعنا رسالة المسيح وطبقناها أي كنا مسامحين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى - هذا يعني تجاوز الخط الأحمر فيما يتعلق بتفكيري وتقديري ومسامحتي - اذا وصلنا الى هذه المرحلة عندها سنسامح هفوات واخطاء الآخرين سياسيا ودينيا ومجتمعيا وعائليا وتربويا. وعندما نسامح اخطاء الآخرين وتكون المسامحة من صميم القلب فادرك يا حبيبي بأننا نكون قد وصلنا مرحلة لا نخشى عندها بقول الحقيقة واظهار هفواتنا للآخرين لأننا مدركين يقينا بأنهم بدورهم سيسامحوننا!!!!! هذا هو النقص الكبير في المجتمعات العربية بينما الصراحة واحيانا المسامحة سائدة في المجتمعات الاوربية. هذه وجهة نظري ارجو ان تقبلها فهمي |
وانا براءي على واحدنا ان يضع نفسه بالموقف المطلوب وسيحصل على الاجوبة
كيف ساتقبل صراحة احدهم بشخصي هل ستضايقني ام ستساعدني على تعديل ماهو غلط اذا حاولنا وفقط من باب الصراحة المطلقة قول ما نتصور بانه المنطق والواقع هل سناذي مشاعر احدهم ام الصراحة صراحة ولا هم للمشاعر اتصور ورغم اللهفة لقول ما يجول بخاطرنا علينا ان نتمهل ونمشي طريقنا بتريث لنصل لهدفنا باقناع العالم بخواطرنا ولا ينفع ضرب الرؤوس بالحيطان اشكرك اخي العزيز على هذه اللفتة الجميلة والمفيدة |
الحبيبان الغاليان أخي فهمي وأختي جورجيت أسعدني مروركما الجميل وفعلا فإن مجتمعاتنا لا تزال تعاني قصورا واضحا في رؤيتها للأمور وكذلك في محاولات معالجة بعض مشاكلها وهناك كما قلت يا أخي فهمي خطوطا حمراء لكل مجتمع على المرء ألا يتجاوزها وهنا تكمن المشكلة الحقيقية فليس إذا بمقدور المرء البوح بأغلاطه والاعتراف بها وخاصة متى كانت تندرج تحت أحد هذه البنود الحمراء. لكني أردت من طرح الفكرة بالأساس أن يمنح المجتمع المرء المخطيء فرصة تصحيح خطئه متى كانت له رغبة حقيقية في ذلك وهذا لعمري عين الصواب فهو بهذا سيتجاوز عقدة الخوف والشعور بالرهبة والألم مما يتعامل في داخله من جراء حبس كل ذلك وخنقه في داخله وعدم البوح به.
|
الحبيب فؤاد
:) اسئلة كبيرة جداً تستحق ليس الوقوف عندها بل العمل من أجل تحقيقها حتى تستحق تأسيس محفل ما أقليمي أو دولي من أجل العمل عليها أحييك على جرأتك وشفافيتك وصدق قلمك المستقيم 000
أخي يكفي في هذا العالم أن يتم تطبيق العدالة من خلال الصدق والشفافية فهما ركيزتان للعمل الجاد والمفيد 000 محبتي لك وللجميع 00000 |
الأستاذ سليم غريب رأيك الحصيف أعجبني وروحك الوطنية أثمنها وفعلا لو منح الشخص فرصة الاعتراف دون تجريم وعزل لكان ارتاح وهكذا أيضا على الصعيد الأعم والأشمل لكن هذا ربما ربما يتواجد فقط في المجتمع المثالي المنشود وأين منه؟ فهو غير موجود! لك خالص شكري وتقديري لمرورك الجميل والطيب.
|
| الساعة الآن 05:21 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke