Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   الكتاب المقدس و العظات (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=256)
-   -   الاستغاثة بالعذراء وصلواتها. الأنبا غريغوريوس. ,,, (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=30534)

kestantin Chamoun 01-04-2011 12:55 PM

الاستغاثة بالعذراء وصلواتها. الأنبا غريغوريوس. ,,,
 
1 مرفق
الاستغاثة بالعذراء وصلواتها. الأنبا غريغوريوس.

[FONT='times new roman', serif]http://st-takla.org/Gallery/var/thum...g?m=1295547624[/FONT]
[FONT='times new roman', serif]


الاستغاثة بالعذراء وصلواتها.


سؤال:-


هل يصِحّ توجيه الصلاة للعذراء القديسة مريم
‏٬ كما في القطعة الأخيرة من كل صلاة من صلوات ساعات الأجبية؟



الجواب:-


نحن لانصلي للعذراء كما نصلي لله‏٬ مَعَاذ الله! ولكننا نستغيث بالعذراء‏٬ ونطلب شفاعة العذراء وصلواتها‏٬ ونلجأ إلى ساحتها‏٬ مؤمنين بدالتها ومكانتها عند ابنها الحبيب ربنا يسوع المسيح‏٬ وهي الملكة أم الملك‏٬ هذه التي اصطفاها الرب وفضّلها علي نساء العالمين؟ وإذا كانت الاستغاثة بسائر القديسين مشروعة‏٬ وإلى أي القديسين تلتفت (أيوب5:1)‏٬ فكَم بالأحري تكون الاستغاثة بالعذراء أم النور‏ مشروعة؟!


نعم إننا نوجه إليها الخطاب‏٬ ونمجدها‏ ونعظمها‏٬ ونَشيد بمدحها‏٬ ونسألها أن تذكرنا أمام ربنا يسوع المسيح‏٬ ليغفر لنا خطايانا‏٬ ولكننا لانصلي إليها كما يصلي المخلوق لخالقه حاشا! خُذ على سبيل المثال القطعة الثالثة من قطع صلاة باكر "أنتِ هي أم النور المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها‏٬ يقدمون لك تمجيدات يا والدة الإله السماء الثانية‏٬ فإنكِ أنتِ هي الزهرة النقية غير المتغيرة‏٬ والأم الباقية عذراء‏٬ فإن الآب اختاركِ والروح القدس ظللكِ‏٬ والابن تنازل وتجسد منكِ‏٬ فاسأليه أن يعطي الخلاص للعالم الذي خلقه‏٬ وأن ينجيه من التجارب‏٬ ولنسبحه تسبيحًا جديدًا‏٬ ونباركه ‏الآن وكل أوان".


فنحن هنا نمجد العذراء ونشيد بمدحها‏٬ ونطلب منها أن تسأل الله من أجلنا‏٬ ومن أجل خلاص العالم‏٬ وبعد ذلك نوجه الخطاب إلى الله بقولنا "ولنسبحه تسبيحًا جديدًا".


خذ أيضا مثالاً ثانيًا‏٬ قولنا في القطعة الثالثة من قطع صلاة الساعة الثالثة "يا والدة الإله أنتِ هي الكرمة الحقانية‏٬ الحاملة عنقود الحياة‏٬ نسألكِ أيتها الممتلئة نعمة‏٬ وكذلك الرسل‏٬ من أجل خلاص نفوسنا‏٬ مبارك الرب إلهنا‏٬ مبارك الرب يومًا فيومًا‏٬ يهييء طريقنا لأنه إله خلاصنا.


ونحن حينما نسأل العذراء مع الرسل من أجل خلاص نفوسنا‏٬ نعلم أن الخلاص هو عمل الله‏٬ أمّا العذراء والرسل‏٬ فهُم عوننا للحصول على الخلاص بصلواتهم‏٬ وكذلك إذا قلنا "يا والدة الإله‏٬ أنتِ هي باب السماء‏٬ افتحي لنا باب الرحمة‏٬ بمعنى أنها بدالتها وبمكانتها وصلواتها تهييء لنا حُسْن القَبول أمام الرب‏٬ فتشملنا رحمته بصلواتها.


خذ أيضًا مثالاً ثالثًا‏٬ القطعة الثالثة من قطع صلاة الساعة االسادسة "وإذ ليس لنا دالة ولاحُجّة ولامعذرة من أجل كثرة خطايانا‏٬ فنحن بكِ نتوسل إلى الذي وُلد منكِ ياوالدة الإله العذراء‏٬ لأن كثيرة هي شفاعتك‏٬ مقتدرة ومقبولة عند مخلصنا‏٬ أيتها الأم الطاهرة‏٬ لا ترفضي الخطاة من شفاعتكِ عند الذي ولدتيه‏٬ لأنه رحيم وقادر على خلاصنا‏٬ لأنه تألم من أجلنا لكي ينقذنا‏٬ فلتدركنا رأفاتكَ سريعًا يارب‏٬ لأننا قد تمسكنّا جدًا‏٬ أعنّا يا الله مخلصنا من أجل مجد اسمك‏٬ يارب نجنا واغفر لنا خطايانا من أجل اسمك القدوس".


في تلك القطعة ومثيلاتها‏٬ يستغيث المُصلّي بالعذراء مريم‏٬ طالبًا منها أن تساعدة بصلواتها المقبولة وشفاعتها المقتدرة والقوية‏٬ ثم يعود ويوجِّه الخطاب إلى الله ويطلب منه أن يشمله وجميع الناس بمراحمه العالية‏٬ وأن يغفر له ولهم خطاياهم‏٬ إكراما لمجد اسمه المبارك والقدوس.


وفي القطعة الأخيرة من قطع صلاة الساعة السادسة من النهار يقول المصلي "أنتِ هي الممتلئة نعمة ياوالدة الإله‏ العذراء‏٬ نعظمكِ‏٬ لأن من قِبَل صليب ابنكِ انهار الجحيم وبطُل الموت‏٬ لقد كنّا أمواتًا فنهضنا‏٬ واستحققنا الحياة الأبدية‏٬ ونلنا نعيم الفردوس الأول‏٬ من أجل هذا نمجد بشكرٍ المسيح إلهنا لأنه قوي.


وواضح أننا في هذا النص أيضا نخاطب العذراء كشفيعة‏٬ ولا نصلي إليها كما نصلي إلى الله‏٬ وإنما نشيد بمدحها ونغني بمجدها‏٬ لأنها العذراء أم المخلص الذي افتدانا من حكم الموت‏٬ وخلصنا من هلاك الجحيم وردنا إلى الفردوس المفقود.


وخذ مثلاً آخر من القطعة الثالثة من قطع صلاة الساعة التاسعة من النهار‏٬ حيث يقول المصلي "لاتُعرِض - حرفيًا لا تتخلى - يا الله عن الذين جبلتهم بيديك‏٬ أظهِر محبتك للبشر أيها الصالح‏٬ اقبل من والدتك طلباتها من أجلنا‏٬ نجِّ يا مخلصنا شعبًا متواضعًا‏٬ لاتتركنا إلى الانقضاء ولا تنزع عنّا رحمتك‏٬ من أجل إبراهيم حبيبك وإسحق عبدك ويعقوب قديسك.


وهنا في هذه الصلاة نوجه الدعاء إلى الله‏٬ ونسأله أن يقبل سؤالات العذراء وطلباتها من أجلنا‏٬ لكن الدعاء موجَّه إلى الله رأسًا‏٬ أمّا العذراء أم النور فهي قديسة لها كرامتها‏٬ ولها دالّتها أمام المسيح الإله.


كذلك الأمر‏٬ عندما يتلو المصلي في القطعة الثالثة من قطع صلاة الغروب أو الحادية عشرة من النهار ويقول "لكل إثم بحرص ونشاط فعلتُ‏٬ ولكل خطيئة بشوق واجتهاد ارتكبتُ‏٬ فهيئي لي أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء‏٬ فإليك أتضرع - حرفيًا إياكِ أسألُ - وبكِ أستشفع - حرفيًا أطلب شفاعة منكِ - وإياكِ أدعو أن تساعديني لئلا أخزى‏٬ وعند مفارقة نفسي من جسدي احضري عندي - حرفيا كوني معي - قبل أن تفارق روحي جسدي‏٬ ولمؤامرة الأعداء اهزمي‏٬ ولأبواب الجحيم اغلقي‏٬ لئلا اُبتَلَعَ‏٬ يا عروس للختن الحقيقي لاعيبَ فيها.


والمعنى من تلك الصلاة هو استغاثة بالعذراء الطاهرة أن تكون للمصلي الأم المعينة والمغيثة بصلواتها ودعواتها ورعايتها وحُسن عنايتها‏٬ حتى بذلك تتهيأ له أسباب التوبة‏٬ فيسلك في طريق السماء باستقامة‏٬ كذلك يطلب المصلي‏ حضور العذراء معه وملازمتها له في ساعة الاحتضار‏٬ لأنه بحضورها ووجودها معه يقوى على مخاوف تلك الساعة الرهيبة‏٬ وينتصر على حروب العدو الشيطان الذي يقترب منه في تلك الساعة‏٬ ليقتنصه في معِيّته‏٬ فوجود العذراء إلى جانب المصلي وهو في ساعة الاحتضار كفيل بطرد العدو الشيطان وجنوده الأشرار‏٬ وهزيمتهم وخلاصه من هلاك الجحيم الذي يفتح أبوابه ليبتلع الموتى‏٬ ما لَمْ يرفضوا مشورة الشيطان وقواته الإبليسية وما لم يتحصنوا ضد أسلحته الملتهبة نارا.


كذلك يقول المصلي في القطعة الثالثة من قطع النوم أو الثانية عشرة من النهار "أيتها العذراء الطاهرة‏٬ أعينيني أنا عبدك‏٬ وأبعدي الأفكار الشريرة عني‏٬ وأنهضي نفسي المريضة للصلاة والسهر‏٬ لأنها استغرقت في نوم عميق‏٬ فإنكِ أنت الأم المقتدرة والرحيمة والمعينة‏٬ والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع المسيح,‏٬ وهو رجائي.


ولا شك أن المصلي يطلب معونة العذراء كأم له‏٬ حتى تُعينه بحنان الأم الرحيمة والمقتدرة‏٬ فإن صلوات البار تقتدر كثيرًا في فعلها (يعقوب11:5)‏٬ وهو يستغيث بطلباتها‏٬ ويستغل ما لها من دالة لدى ابنها يسوع المسيح‏ ينبوع الحياة‏٬ وهي التي تشرفت بأن تكون الأم والوالدة لذلك اليُنبوع الواهب الحياة‏٬ والذي هو رجاء المتوكلين عليه.


وقُل مثل ذلك في جميع ما يَرِد في صلواتنا خاصًا بالعذراء مريم‏٬ إننا لانصلي إليها‏٬ ولكن للرب الإله‏٬ على أننا نستغيث بالعذراء طالبين شفاعتها سائلين معونتها كأم حنون‏٬ مؤمنين بدالتها المقبولة عند ربنا يسوع المسيح‏٬ وفيما يلي نموذج لتلك الاستغاثة "السلام لكِ‏٬ نسألكِ أيتها القديسة الممتلئة مجدًا‏٬ العذراء كل حين‏٬ والدة الإله‏٬ أم المسيح‏٬ أصعدي صلواتنا إلى ابنكِ الحبيب‏٬ ليغفر لنا خطايانا".


"السلام للتي ولدت لنا النور الحقيقي‏٬ المسيح إلهنا‏٬ أيتها العذراء القديسة اسألي الرب عنّا ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا. السلام لكِ أيتها العذراء‏٬ الملكة الحقيقية الحقانية‏٬ السلام لمن هي فخر جنسنا‏٬ والتي ولدت لنا عمانوئيل. نسألكِ أن تذكرينا أيتها الشفيعة المؤتمنة‏٬ عند ربنا يسوع المسيح٬ لكي يغفر لنا خطايانا".


والمعروف أنه في الحادي والعشرين من شهر طوبة القبطي‏٬ تذكر الكنيسة انتقال روح العذراء مريم إلى الأخدار السمائية‏٬ حيث كانت قد بلغت 58 سنة‏٬ 8 شهور‏٬ 16 يومًا‏٬ وذلك بموتها موتًا طبيعيًا‏٬ بانفصال روحها من جسدها‏٬ وتدلنا مصادرنا الكنسية على أن العذراء الطوباوية علمت مسبقًا بأمر وفاتها‏٬ وأن السيد المسيح له المجد سيأتي بذاته ويتسلم روحها بيده‏.


ويخبرنا القديس كيرلس الأول بابا الإسكندرية الرابع والعشرون 412 - 444م أن العذراء القديسة هي التي طلبت إلى المسيح ابنها وإلهها أن يتفضل عليها بأن يُنهي حياتها على الأرض‏٬ ويضع حدًا لمتاعبها الكثيرة‏٬ بسبب اليهود الذين لم يتركوها في راحة‏٬ بل اضطهدوها وأذلوها وضيّقوا عليها‏٬ واتخذوا ضدها إجراءات عنيفة لمنعها من الذهاب إلى القبر المقدس‏٬ قبر المسيح مخلصنا‏٬ حيث كانت تذهب يوميًا وتصلي هناك‏٬ إمّا منفردة أو معها صويحباتها من عذارى جبل الزيتون‏٬ اللائي اتخذنّها رائدة لهن‏٬ يتبعنَها ويقتدين بسيرتها الطاهرة‏٬ ويتمثلن بها في بتولتها وعفتها وطهارتها‏٬ وعكوفها على الصلاة بغير انقطاع‏٬ فاستجاب المسيح الرب لدعائها‏٬ وأرسل لها رئيس الملائكة جبرائيل المبشر‏٬ ليفرح قلبها باستجابة صلواتها وقبول دعائها‏٬ وأنها ستغادر بروحها هذا العالم الزائل‏٬ وأنه سيأخذها عنده وسينقلها إليه لتكون معه في فردوس النعيم‏٬ ففرحت القديسة مريم بالبشرى وتهللت روحها‏٬ وظلت ترقب اليوم السعيد الذي يطلق فيه سراحها من حبس الجسد‏٬ وتنطلق روحها حُرة لتكون مع المسيح ابنها وحبيبها.



مثلث الرحمات
الأنبا غريغوريوس.
أسقف الدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي.
[/FONT]


الساعة الآن 10:40 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke