جئتَ حرّاً, عشتَ حرّاً, متّ حرّا
يا إلهي واختصرت الخيرَ سفرا


كنتَ في وعي المحبة مستنيرا
لم تجزْ غدراً ولا قتلا وأسرا.


جئتَ ربّا في جلال الطفل وهو
في حنايا المهد يأتي الناس سرّا


إنّه روح التواضع ِ في بهاءٍ
دوّن في عمق فكر الوعي سطرا


أكسب نفس الخليقة من علاه
كلّ مخزون التنوّر كان عطرا.


جئتَ كي تفدي الخلائق في رضاءٍ
ناصع الأطراف يا طفلا مُسرّا!


أمّك العذراءُ فاض الحبّ منها
أدركتْ معناك, والنجّارُ أمرا


لم يخالفْ ما أراد الربّ منه
من ملاكٍ جاء قال: خذه مِصْرَا!


أغدق ربّي بصنع المعجزات
ثمّ نادى ناشراً خيرا أبرّا.


سامح الأعداء حين هاجموه
حين جاؤوا سقيه ذلاّ ومرّا.


افتدى أبناء آدم في مماتٍ
منه, مكتوبٍ وجاء الموت نصرا


إنّه ربي بثالوث ٍ عظيم
وحدّ اللاهوت والناسوت فكرا.


لم يمتْ إلاّ لأجل الناس وهو
عاش إنساناً وما غيراً أضرّ.


مثّل الأخلاقَ في كلّ النقاء
في سلام ٍ أثمر عدلا وبشرا


في هدوءٍ أسعد مَنْ كان يسعى
راغباً منه بعون ٍ مستمرّا.


قد أقام الموتى أشفى البرص طرّا
أخرج من نفس بعض الناس شرّا


ها هو في مثل هذا اليوم يقضي
أبقى للأجيال إيماناً وذكرا


فلنقل: قام المسيحُ الربّ حقّا
في نفوس منّا, نأتِ الحبّ غمرا.


إنّه قام ليأتي بعد حين ٍ
مالكاً بالعدل, منصوراً أغرّا


إنّه قام ليعطي الناس درساً
بالذي كان ولازال مُقرّا.


إنّه الابنُ المخلّصُ ما سواه
يرفع حملا خطايانا و نكرا


إنّه باب الحقيقة في وضوح
أشرق نورٌ له سهلا وبحرا


أبطل الموت المدمّرَ بانتصار
رائع ٍ أحيا الخلود المستقرّ


إنّه نوري, خلاصي وانتصاري
لا أخاف الموتَ قد أصبحتُ حرّا


إنّني آمنتُ بالحقّ المقيم ِ,
بالمسيح اليومَ مسروراً وثرّا


لم يعدْ فقرٌ بروحي أو شكوكٌ
إنّه الدربُ الذي يأتيني فجرا.


أسلكُ منه مساراً فيه نورٌ
يثمرُ روحاً وحقّاً ثمّ برّا.


إنّه قام لنحيا من موات ٍ
ننبذ البغضاءَ لا نستلّ كفرا.