Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   موضوعات دينية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=11)
-   -   هوذا الشراع يُطوى (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=46275)

الاخ زكا 23-04-2018 09:07 PM

هوذا الشراع يُطوى
 
كتاب طعام وتعزية: الثلاثاء 24 / 4 / 2018
هوذا الشراع يُطوى

«الوَقْتُ مُنذ الآنَ مُقَصَّرٌ ... أنَّ هَيْئَةَ هَذا العَالَمِ تزُولُ» ( 1كورنثوس 7: 29 -31)

في نهاية الرحلة يفك البحار حبال السفينة ويطوي قلاعها ويجهز مراسيها، لأنه وصل إلى نهاية المطاف. بهذا المعنى يكتب الرسول بولس للكورنثيين قائلاً: «الوَقتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصّـَرٌ». والكلمة اليونانية التي تُرجمت «مُقَصـَّر» هي نفس الكلمة التي تُستعمل بمعنى ”طي القلاع“. وورَدَت نفس الكلمة مرة أخرى في العهد الجديد في قصة حنانيا وسفيرة ( أع 5: 6 ) لمَّا وقع حنانيا ومات، فنَهَضَ الأحدَاثُ ”وَلَفُّوهُ“ وَحَمَلُوهُ خارجًا وَدَفَنُوهُ. فالوقت يُطوى كشيء يُلَّف، فهو من لحظة إلى أخرى«مُقَصَّر».

إن نهاية رحلة الحياة تقترب. ومهما طالت الحياة هي قصيرة وغير مضمونة، وشواطئ الأبدية تلوح من خلف الأُفق، ووقت طي القلاع ولف الشـراع قد اقترب.

بالنسبة للخاطئ، الوقت مُقَصَّر. وفي زمان الحياة الحاضرة فقط يمكن له أن يحصل على الخلاص، ففرصة نوال الخلاص هي الآن «هُوَذَا الآنَ وَقتٌ مَقبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» ( 2كو 6: 2 ).

كذلك الوقت مُقَصَّر بالنسبة لربح النفوس أيضًا. وإذا كان صحيحًا أن «رَابِحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ» ( أم 11: 30 )، فإنه صحيح أيضًا أن الذي لا يربح النفوس غير حكيم. وربما يكون اليوم هو يوم ختام الرحلة ويوم طي الشراع. فالذي يريد أن يكون رابحًا للنفوس يجب أن يربحها الآن، لأنه ربما كان الغد ليس غدًا لنا ولهم، وربما جاء الغد بعد أن نذهب نحن أو يذهبوا هم.

والوقت مُقَصَّر بالنسبة لعمل الرب. هناك أشياء كثيرة ينبغي عملها باسم الرب، ولأجل مجده. فالعالم من حولنا له أعواز كثيرة. هناك شفاه تطلب كأس ماء بارد، وهناك أجساد مُتعَبة تترجَّى يد المساعدة. وهناك قلوب مكسورة تتضـرَّع من أجل مواساتها وتضميد جراحاتها. قال الرب يسوع: «يَنبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَلَ» ( يو 9: 4 ). فإن كان الأمر كذلك، أمَا ينبغي أن نعمل نحن؟ إننا لا نعمل لكي نحصل على الخلاص، لكننا نعمل لأننا خلصنا، ولأننا في طريقنا إلى بيت أبينا. وينبغي أن يُضيء نورنا على هذا الطريق.

إن وقت السهر وانتظار الرب مُقَصَّر كذلك، والغد سيكون بالنسبة لنا نهارًا أبديًا لا سهر فيه ولا انتظار. قد يأتي الرب اليوم، إنه لا يُبطئ.

سبرجن


الساعة الآن 04:46 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke