Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الرابع (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=280)
-   -   عصافيرُ الفرح. نص منثور. فؤاد زاديكه (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=22203)

fouadzadieke 01-11-2009 10:28 AM

عصافيرُ الفرح. نص منثور. فؤاد زاديكه
 
عصافيرُ الفرح



أقبلت عصافيرُ الفرحِ


من عالمٍ ضيّقِ الأرجاء


كثيرِ الأرزاء.


هاجرتْ من مواطنها الأصليّة


تبحثُ عن مسكنٍ و غذاء


و عن أمنٍ و راحةٍ و ماء.



عصافيرُ كانت لها أشواقٌ


حالمةٌ و أمنياتٌ غرّاء


ضاعت كلُّ أحلامها


تحت أقدامِ جبروتِ الأقوياء!



نسورٌ.. صقورٌ


و غربانُ البلاء


لم يتبقّى لها موضعٌ,


و انقطعتْ لديها


كلُّ آفاقِ الرجاء.



كانت تعيشُ في واحةٍ


صغيرةٍ, يتحكّم فيها الأقوياء


فلا حياةَ و لا أمانَ


و لا بقاء فيها للضعفاء.



قدمتْ إلى هنا كالغرباء


تبحثُ عن مُعزٍّ


و عن أصدقاء


يا إلهي آفاقٌ رحبةٌ هنا,


و هنا الخصبُ و النماء!


هنا تختلطُ الأسماء


هنا لا تهمّ الملابسُ و الأزياء


هنا تختارُ العصافيرُ ما تشاء


ليس تقاتلٌ..


لا كراهيةٌ و لا بغضاء.



الكلُّ هنا في حالةِ


اجتهادٍ و في عطاء,


فالنفسُ تجودُ بكلّ سخاء


و الفكر يفسّرُ الأشياء


و القلبُ يجدُ الفرحَ و العزاء.



هُجّرتْ عصافيرُ الفرحِ


و كانتْ تريدُ البقاء,,


لكنْ حرّةً كريمةً


بلا قهرٍ و بدون ظلمٍ


بعيداً عن عالمِ الافتراء,


و عن وجوهِ الظلمِ


و أيدي القهرِ و الاعتداء.



وجدتْ راحتها في هذا الفضاء


نزعت عنها خوفها


الذي دمّر أجملَ الأشياء.


الحريّة.. الحريّة


الأمان.. الأمان


و فرحة اللقاء.


نزعتْ عنها ريشَها العتيق


فصارَت قويّةً


رشيقةً.. حرّةً


في ريشِها الجديد


حيثُ الصفاءُ و الجمالُ و البهاء.



عصافيرُ حزنٍ كانت


و اليوم صارتْ


عصافيرَ الفرحِ المُضاء


تعيشُ ربيعَ الحريّة


و عطاء الشتاء.



عالمٌ جديدٌ..


فيه المعرفةُ و القيمةُ و الرخاء,


و الاتزانُ و العدالةُ


و الحقُّ و الاستواء.



في مثلِ هذا المكانِ


يُمكنُ أن تُبدعَ العصافيرُ


غناءً ليس كأيّ غناء


غناءٌ فيه شجنٌ


و فيه سَلْطنةٌ و فيه كبرياء


عالمٌ مليءٌ بالثقةِ


و بالأمل و بالرجاء.



حزنتْ عصافيرُ الفرحِ


عندما لاحظتْ


هذه الفروقَ


بين الأمسِ و اليومِ


و منَ الفرحِ اختنقتْ


دمعةُ البكاء!


الساعة الآن 11:09 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke