Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الثاني (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=281)
-   -   قابضُ الأرواح شعر/ فؤاد زاديكى (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=46412)

fouadzadieke 22-08-2018 01:31 PM

قابضُ الأرواح شعر/ فؤاد زاديكى
 


إنّها حقيقة عرفناها و تأكّدنا منها حين كانت والدتي حانة صليبا يونو - أطالَ اللهُ في عمرها – تروي لنا ما جرى معها و لأكثر من مرة, حيث كانت تتكلّم عن قدوم الملائكة و قبضهم لروحها ثمّ الصعود بها إلى فوق و هي تقول إنّها كانت تسمع الملائكة في كلّ مرة يتشاورون فيما بينهم (و هم في طريقهم إلى حيث من المفروض أن يتوجّهوا) و يتناقشون في إمكانية حصول خطأ معهم بأنّ أخذوا روح الشخص الغلط, و في كلّ مرة (و هي تكرّرت لثلاث مرات) و أثناء استيقاظها من النوم مرعبة تقول اليوم سيموت في ديريك شخص و على الأغلب سيكون امرأة, و كانت تصدق في كلّ مرة حيث كنّا نسمع دقّ ناقوس الموتى من كنيسة مارتشموني و شاركنا في مراسيم الدفن في مقبرة دير مار يعقوب. قد يظنّ البعض أنّها خرافة أو كلام فارغ لا حقيقة له إلّا أنّي كشاهد عيان وجميع أفراد أسرتي يؤكدون هذا الأمر و يذكرونه جيّدًا و صرت أمازح والدتي بالقول: اطمئني يا أمّي فإنّ ملك الموت لم يعد قادرًا على الاقتراب منك فهو حاول و لأكثر من مرة لكنّه خاب أملًا, فتضحك و نضحك جميعنا معها. نظمت هذا الشعر من وحي تلك الحادثة بل الحوادث التي جرت لتبقى شاهدًا على حقيقة الموت وحقيقة وجود خالق لهذا الكون لا يمكن تجاهله:

قابضُ الأرواح




شعر/ فؤاد زاديكى




قابِضُ الأرواحِ مأمورٌ بهذا ... لا تُثيروا ضدَّهُ أيَّ اتّهامِ

ليسَ في مَقدورِهِ رفضٌ لأمرٍ ... ينبغي إنجازُ هذا بالتّمامِ

أيُّ تَقصيرٍ لهُ يعني حسابًا ... ربّما يَقضي مصيرًا باختِتَامِ

ليس مَعصومًا مِنَ الأخطاءِ أيضًا ... ربّما يأتي بأخطاءٍ جِسَامِ.

أكّدتْ أمّي مِرارًا قد أتاها ... راغِبًا في قَبْضِ روحٍ باقتحامِ

صاعِدًا لكنْ وفي نِصفِ الطريقِ ... قال قد أخطأتُ بالشّخصِ المُرامِ

إذْ بهِ يَهوي بروحي في هُبوطٍ ... مُسْتَقِرٍّ, لم يكُنْ وهمَ احتلامِ

كنتُ في وعيي على نحوٍ جميلٍ ... لم تَغِبْ عنّي تفاصيلُ الكلامِ

عندما أحسستُ روحي بعد خوفٍ ... قلتُ في نفسي أراني في سَلامِ

ثمّ قالت كلّما عايشتُ هذا ... ذاقَ شخصٌ يومَها كأسَ الحِمامِ1

دَقَّ ناقوسٌ بإعلانِ انتقالٍ ... في وفاةٍ أعلنتْ وَقعَ الخِتامِ

حيثُ شارَكْنا بتجنيزٍ2 ودَفْنٍ ... صورةٌ ظلّتْ بذهني واهتمامِي.



شرح الكلمات


1 - الحِمَامُ : قَضَاءُ الموتِ وقَدَرُه
2- التَجنيز: جنَّز الميِّتَ : كفَّنه ووضعه على الجِنازة أي النعش

fouadzadieke 07-11-2018 11:52 AM


fouadzadieke 08-11-2018 08:47 AM



الساعة الآن 09:43 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke