|
وطني امرأة جميلة! شعر: فؤاد زاديكه
وطني امرأة جميلة! وطني امرأة جميلة حلمتْ بالرجل الشّهم أملتْ في وفائه حصّنتْ نفسها لينعم بها الحبيبُ كأوّل فاتح لأمنيتها! كثرَ القادمون وأتلفوا كلّ جمالها باسم الحبّ باسم الوفاء والإخلاص! استباحوا عذريتها... أباحوا مقدّساتها... عبثوا بكنوزها... أماتوا أحلامها ... بصقوا على شفتيها ... دنّسوا شرفها! زوّارٌ كثرٌ فاتحون أشرار تلاعبوا باسم الكلمة صرخوا باسم الدفاع هتفوا لكل راغب في نيل المتعة ليأتي ويشارك في هذه الوليمة اللذيذة! وطني فتاةٌ حالمةٌ كسرَ جناحها البغيُ وهتك عرضها الظلمُ وكتم أنفاسها القهرُ! وطني وردة عطرةٌ امتصّ البغاةُ رحيق شفتيها تراقصوا فوق نعومة ثدييها قطّعوا أوراق عفّتها نتفوا ريش نعومتها داسوا على جمال نهديها ألقوا بها على الأرض شاة تقتحم أنوثتها تكسر طوق هدوئها قطعانُ الذكور الهائجة وتجرّدها من حبّ الحياة! وطني كلمةٌ استغلّها المتحكّمون وروّج لها تجّار الوطن كبحوا جماح انطلاقها أحاطوها بهالة من قدسية الصّمت! قلعوا عنها بيان الحكمة جرّدوها من ثياب العفّة لتغدو إحدى الساقطات إحدى سبايا العصر الهمجي يتنعّم المتسلّطون بأنوثتها يغرفون من متعة كؤوسها! وطني همسةٌ شريدةٌ تمّ اقتلاعها من هجير النّفس لتجرع اللوعة والأسى وهي تُنتهك من رجال السلطان! يقامرون بها... يتسامرون عليها... يتغزّلون بها غزلا فاضحاً... يفضحون عذريتها... يفضّون بكارتها بغباء جشع... بحماقة ٍ فريدة ٍ! وطني أنثى مشلولة الإرادة أرادوا لها أن تقبل بعريس القهر وضعوها على درب شائك وقالوا لها سيري! وطني فراشةٌ محمومةٌ على أسرّة الغزاة يطمع كلّ واحد منهم بشيء منها! وطني جمالٌ مُسخ أصله وطني صلاةٌ قُمعتْ رغبتها وطني روحٌ تلاشتْ أنفاسها وطني بكاءٌ جفّتْ مآقيه وطني عزاءٌ لكلّ زمان ومكان وطني فرسٌ تركبه كلّ أحصنة العالم! وطني أمانةٌ في يد مَنْ لا أمانة لهم وطني يموتُ ونفسي تحترق حزناً ولوعة ً وأسىً! وداعاً يا وطني الميّت وداعاً يا حلمي الجميل وداعاً يا أنثى أحلامي المغتصبة... المتألمة... المتوجّعة! وداعاً وإلى رسالة قهر أخرى! |
الأستاذ فؤاد المحترم
تحية طيبة وبعد يسعدني أول من يقرأ قصيدتك فهي بكل حق جميلة وإن الوطن ليس مجموعة من الأشجار والأنهار والتراب والهظاب والجبال والبحار ، إنه الصدر الحنون ، دمت لنا وطناً في هذا المنتدى . نبيل |
شكرا جزيلا لمرورك يا أستاذ نبيل على النص ولمشاركتك الطيبة دمت بكل خير يا عزيزي |
وطني امرأة جميلة
حبيبي فؤاد :
من يتزوج امرأة جميلة ،يجب أن يفكر أولا" ويقرر أنه سيتحّمل نظرات ومجاملات البعض ، ووقاحات البعض . ومن يأكل الحلو يجب أن يتحمّل الذباب . فهكذا امرأة جميلة ، ماذا تفعل لوحدها في الصحراء ؟ مع حبّي الكبير....توما |
جميل ما كتبته يا ابو نبيل
عند قراءتي لاسطرك تصورته // وطني// عروسة بحلة الزفة وكيف تنهش الارواح البشعة عذارتها وتمزق جسدها الطري والبريء تصورتها وشعرها مبعثر بين اصابع الطغاة ودموعها تسيل على وجنتيها ،، دموع ساخنة ساكتة متالمة فتالمت لبكاؤها وتحسرت لحالها تشكر يا غالي على روعة التعبير وعمق المعنى محبتي |
وأنا أيضا أسأل معك نفس السؤال يا صديقي توما. شكرا لمرورك الجميل كما أشكر لأختي جورجيت تعبها الدائم في عمل هذه الديكورات الجميلة لنصوصي الشعرية حفظها الرب وأعطاها الصحة والعافية. |
لا أعرف ماذا أكتب يا سيدي لأن قصيدتك أحزنتني كثيراً لكن ما باليد حيلة , هذا واقعنا ويجب أن نرضى به لأنهم لا يريدون البديل عنه , أن نقبل وطناً مسلوباً خير من أن نبقى بدون وطن , قصيدة رائعة وأسلوب مميز ورائع ...
|
جميل ردك يا سيدي وينمّ عن فهم عميق لواقع الحال تشكر يا أستاذ يعقوب ودمت بكل خير.
|
| الساعة الآن 06:53 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke